تقاليد " عيد الصلح في واحة سيوة "
تقاليد " عيد الصلح في واحة سيوة "
تنتشر العديد من التقاليد والعادات حول العالم ، وفي مختلف القارات والدول ، هناك تقاليد اندثرت مع مرور الزمن ، لكن هناك شعوب وقبائل لازالت محافظة على تقاليدها حتى يومنا هذا ، هذه التقاليد والعادات منها ما هو مرتبط بالخرافات ، ومنها تقاليد تستحق التشجيع والمحافظة عليها من تغيرات الزمن والتقدم القاتل
وجهتنا في كتابة هذه المقالة نحو دولة مصر ، وبالضبط نحو واحات سيوة ، والتي تبعد حوالي 300 كم عن ساحل البحر المتوسط ، هذه الواحات التي تعتبر وجهة سياحية يقصدها السياح من مختلف دول العالم ، حيث ينتشر في أرجائها الآبار والعيون التي تستخدم لأغراض الري والشرب وتعبئة المياه الطبيعية والعلاج ، وبها 4 بحيرات كبرى ، كما اكتشفت بها عدة أماكن أثرية مثل معبد آمون ، الذي يشهد ظاهرة الاعتدال الربيعي مرتان كل سنة ، ومقابر جبل الموتى ، وأعلنت بها محمية طبيعية تبلغ مساحتها 7800 كم، وتزخر بعدة أنواع لأشكال الحياة الحيوانية والنباتية
كما تعتبر واحات سيوة من القرى التي لا زالت محافظة على احد التقاليد الجميلة والمعروفة ب " عيد الصلح في سيوة " حيث يتجمع فيه اهالي سيوة عند جبل الدكرور كل سنة من شهر اكتوبر لمدة 3 ايام ، يجتمعون فيما بينهم في الاكل والشرب ، وحل الخلافات الشائبة بينهم
هذه التقاليد بدأت في واحة سيوة منذ 150 سنة ، وتعود القصة الرئيسية لهذا التقليد ان القبائل في سيوه كانت مقسمة انذاك بين امازيغ وعرب ، كان فيما بينهم خلافات على الاراضي لحد ما نزل شيخ طريقه اقام على جبل اسمه " الدكرور" وصلح بينهم ، ومنذ ذلك الحين اصبح ذلك الجبل مكانا مقدس يتبارك بيه المريدين
ففي منتصف كل شهر اكتوبر يقوم اهالي القرية بتخليد هذا التقليد من خلال جمع رغيف عيش من كل بيت ، و 10 جنيه مصري ، وهناك من يدفع اكثر كالاغنياء ، يقومون بذبح العجول وطبخ الطعام قبل بداية الاحتفال بيوم واحد لغاية الفجر ، لتبدأ الاحتفالات بمشاركة الطعام والصلح فيما بينهم ، لمدة 3 ايام ، وفي اليوم الرابع يجتمعون في مسيرة كبيرة يمرون فيها بين البيوت والمزارع مرددين فيها اناشيد و ابتهالات ، ومعلنين عن بداية عام جديد دون خلافات او كره او ضغينة فيما بينهم
اقرأ كذلك :