التسول والاحتيال الالكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي الى متى ؟
التسول والاحتيال الالكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي الى متى ؟
وفر عالم الانترنت فرصا كبيرة للعمل وتحقيق دخل عن بعد ، للعديد من الاشخاص حول العالم ، من يوتيوبرز ، مدونين ، مصممين وكذلك المسوقين وغيرهم من اصحاب الخبرات في مجال معين ، لكن في الآونة الأخيرة ، ظهرت انواع اخرى من الباحثين عن تحقيق دخل دون امتلاك اي مهارة تذكر ، متطفلين على ميدان العمل عبر الانترنت ، ومحتالين يسعون للحصول على دخل بابسط الطرق ولو بالاحتيال
هناك عدة أنواع من المحتالين عبر الانترنت ، نوع يحتال على المتابعين ببيع الاوهام ، ونوع آخر يستغل الناس من خلال إظهار ضعفه ، اي المتسولين عبر الانترنت او ما يعرف ب التسول الإلكتروني ، والذي بدأ بشكل مستتر عبر تطبيقات يوتيوب ، فيسبوك وتويتر حيث كان مالكي الصفحات الصغيرة يطلبون من العلامات التجارية ، منتجات مجانية او مال مقابل منشورات وفيديوهات إعلانية ، ليتطور ذلك الى ظهور اشخاص لا خبرة ولا مهارة لهم سوى استخدام ضعفهم من اجل الحصول على المال من اعلانات الفيديو ، من خلال انشاء قنوات يوتيوب ، او صفحات على شبكات التواصل الاجتماعي ، كما يحدث حاليا في منصة تيك توك خلال البث المباشر
المال الذي تقدمه هذه الشركات ، شركة اليوتيوب ، فايس بوك ، تيك توك وغيرها ، جعل لعاب الكثيرين يسيل ، خاصة ان كل ما تحتاجه لتنال نصيبك من هذا الكنز في العالم العربي ، هو امتلاك جهاز موصول بالانترنت وجمع قاعدة جماهيرية باي طريقة كانت ، سواء باظهار مفاتنك كانثى ، وهذا ما نراه كثيرا على شبكة اليوتيوب وتيك توك تحث مسمى " الروتين اليومي "
او فضح اسرار الآخرين ، والتلاعب بها باستخدام برامج المونتاج لحصد أكبر عدد من المشاهدات ، وبالتالي حصد الأرباح
ظهور يوتيوبرز او ما يعرف بالمؤثرين وهم يظهرون ارباحهم على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي ، جعل الكثيرين يتركون وظائفهم للتفرغ لهذا المجال ، ومنهم من جمع بين عمله على أرض الواقع وعمله الجانبي كصانع محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي ، في الحقيقة هناك من يستحق أن ينال صانع محتوى وهو من يقدم نصائح وتعليمات في مجاله دون التطفل عن شيء لا يفقه منه شيء ، لكن الغالبية العظمى تحشر انوفها في كل شيء ، ويعتبرون انفسهم علماء في كل ميدان ، اي يستغلون موضوعات " الترند Trends " اي الموضوعات المثيرة للجدل والفضائح ، والموضوعات التي عليها بحث كبير في محركات البحث ، لانشاء قصة او فيديو ، وكل ذلك من اجل السبب نفسه الذي ذكرناه سابقا وهو المشاهدات ، اي ان كل شيء هنا في هذا العالم متعلق بالوصل الى اكبر قدر ممكن من المشاهدات ، ولا يهم طريقة فعلك ذلك ، فالكثير من المشاهدات تعني مال اكثر
هذا ما جعل ايضا ، الكثير من المتسولين التقليديين ، يواكبون هذا العصر ، ويفتحون صفحات وقنوات تواصل ، يظهرون ضعفهم وفقرهم ، من اجل نيل حصتهم من هذه الكعكة ، حيث يظهرون معاناتهم اليومية سواء من خلال مقاطع فيديو على اليوتيوب، او من خلال البث المباشر في تيك توك ، وهذا ما يعرف ب " التسول الالكتروني " اي استغلال الانترنت في التسول
التسول الالكتروني يخفي بدوره فئات كبيرة من الناس ، فمنهم من هو بحاجة حقيقية الى دعم والتفاتة ، ويحتاج إلى مساعدة ، لكن هناك فئات كبيرة محتالة ، تستغل فقط سذاجة ولطف المشاهدين ، من اجل الوصول الى مبتغاها ، فعلى أرض الواقع تجده يمتلك كل اساسيات الحياة تقريبا ، وقد ترى معاقين لكنهم في الحقيقة يمثلون امام الكاميرا من اجل نيل نصيبهم من هذا الكنز
ليس هذا فقط ، فهناك متسولين من نوع آخر ، اي اشخاص يدعون الطيبة والاحسان ، من أجل مساعدة الآخرين، فهم يطلبون جمع مبالغ مالية من اجل اشخاص آخرين هم في حاجة مثلا لعملية جراحية او دفع مصاريف الطبيب ، الكراء او الدراسة أو تنمية منطقة معينة ، كما حدث اثناء سقوط الطفل المغربي " ريان " رحمه الله في بئر ، حيث ظهر العديد من اليوتيرز والمؤثرين وكذلك جرائد الكترونية واستغلت الموضوع للشهرة ، كما جمعو المال آنذاك مدعين انه لمساعدة عائلة الفقيد ، لكن لا نعرف هل توصلت به حقا عائلته ، ام ثم ايداعه في الحسابات البنكية والمشاريع لهؤلاء
التسول الالكتروني والاحتيال الالكتروني ، يزداد يوما بعد يوم في العالم العربي ، وبالاخص في المغرب ، خاصة في غياب مراقبة صارمة ، وتقنين لهذا المجال ، رغم اصدار قانون الضرائب لصناع المحتوى ، لكن يبقى الاحتيال سيد الموقف ، والحذر كل الحذر لما يظهر لك على واجهة جهازك وانت لا تعلم ما وراء الشاشة ، فليس كل ما يلمع ذهب
وكل هذه الأحداث تجعل المرء يتساءل عما إذا كانت هذه ثقافة جديدة يتبناها الأشخاص عبر الإنترنت ، وإلى متى ستستمر ، وإلى أين ستؤدي ؟